Blogدليل التخصصات الجامعية

الهندسة المعمارية | كل ما تريد معرفته عن تخصص الهندسة المعمارية

الانتقال من بناء الكهوف إلى بناء الأبراج الفخمة والأبنية العالية كفيل باختصار تاريخ وتطور العمارة منذ ولادة البشرية إلى يومنا هذا، ورغم عدم وجود بداية دقيقة لتاريخ العمارة في العالم، إلا أن أقدم آثار الأبنية التي عثر عليها كانت منذ فترات نهايات العصر الجليدي حيث كانت التغييرات البطيئة في الطبيعة وذوبان الجليد وحصول فيضانات وزلازل كفيلاً في دفع البشر إلى إنشاء أبنية مضادة للزلازل لا تزال ليومنا هذا وهي الأهرامات، ثم انتقلت مجال العمارة إلى الحداثة بعد الحرب العالمية الأولى وظهور أبنية معمارية جديدة في البلدان ترتكز على الاستخدام العقلاني للمواد الحديثة المستخدمة في البناء، أدى ذلك إلى نشوء الهندسة المعمارية.

فكرة عامة عن تخصص هندسة العمارة

يُعرف اختصاص هندسة العمارة بارتباطه الوثيق بالفن وعلم الهندسة في الوقت في الوقت ذاته فإن فن العمارة هو ابتكار وتخيل الشكل الخارجي للبناء أو العقار, ومن ثم إمكانية رسمه وتصميمه على الورق بأدق التفاصيل، ومن ثم متابعة وتوجيه المهندسين المدنيين خلال فترة التشييد، وكل هذا ضمن معايير علمية محددة تضمن لهذا الخيال أن يتحقق على شكل بناء ويكون صالح للعيش فيه بسلام وأمان، وإمكانية مواجهته للحوادث الطبيعية العادية والطارئة.

كما أن من وظائف المهندس المعماري مراعاة الوقائع البيئية والجيولوجية لموقع البناء، وومراعاة ظروف المنشآت المجاورة أثناء القيام بالتصميم الجديد، سواء كان بناءً سكنياً، أو منشأة صناعية أو خدمية، أو جسراً أو نفقاً، وما إلى ذلك..

ويجب أن يراعي أيضاً هذا الابتكار أيضاً حاجات الناس اللازمة من هذا البناء، فمثلاً عمارة الجوامع يجب أن تذكر من يراها بالتاريخ الإسلامي العريق، لتغطي الجانب الروحي، أما تصميم الجسور يجب أن تذكر بالمتانة أولاً ثم الجمال، الأبنية السكنية يجب أن تتسع لعدد جيد من الناس ضمن مساحة مناسبة ومريحة.

تخصص الهندسة المعمارية 

تعرف الهندسة المعمارية بأنها فن وعلم الهندسة والبناء، وهو تخصص يتم ممارسته في كل ما يتعلق بالمباني والعمارة وتصميمها بأسلوب فني وتكون مهام المهندس منحصرة في مجال البناء والتخطيط والتصميم للمشاريع وينصب التركيز على هيكل المبنى والتصميم الداخلي ويشمل: (التدفئة والتهوية- التكييف بالهواء- السباكة- الأمور الكهربائية- الحماية من الحرائق- الإضاءة )وغيرها من المميزات الخاصة بالمشروع.

وأصبحت الهندسة المعمارية تخصص من تخصصات علم الهندسة الذي يدرس في مختلف الجامعات لمدة خمس أو ست سنوات ففي السنة الأولى من الدراسة سيتعلم الطالب أساسيات التصميم المعماري بما في ذلك التصميم الثلاثي الأبعاد وفي نفس السياق، سيدرس الطالب وضع النماذج المعمارية وعادة ما يتم دعم مهارات التصميم من خلال التقنيات الدراسية مثل الرسم المعماري وعمل النماذج والرسم الجرافيكي وفي بعض الجامعات يدرس الطالب عن التاريخ المعماري ودور المهندس في المجتمع، ومواد دراسية أخرى تتناول تحليل المواقع المعمارية.

وخلال السنوات الأخيرة سيقوم الطالب بتنفيذ مشاريع أكثر تعقيداً وتعلم لقوانين البناء وتكنولوجيا البناء من خلال ورشات ودراسات على الموقع ليتمكن الطالب من التمرس في تحليل الفضاء المعماري وتنمية الثقافة المعمارية على الخلق والتجديد ويطلب منه في النهاية تقديم تقرير مفصل بغية التسلح بالخبرة اللازمة، كما ترتبط دراسة الهندسة المعمارية بشكل وثيق بالعلوم والتكنولوجيا (رياضيات- فيزياء- تجهيزات بناء – أسس بناء) وأيضاً تعلم تقنيات الرسم الفني.

ومن المقررات التي يدرسها الطالب في الهندسة المعمارية:

1-التصميم المعماري.

2-مواد البناء.

3-التصميم بالحاسب.

4-الإنشاءات.

5-التكييف.

6-التمديدات الكهربائية.

7-الضوئيات والصوتيات في المباني.

8-ميكانيكا.

9-رسم معماري.

وغيرها من المقررات وهناك تخصصات عديدة للهندسة المعمارية ومنها:

1-التحليل الهيكلي في الهندسة المعمارية.

2-صنع البيئات في الأماكن المغلقة مع أنظمة التكييف.

3-الصوتيات المعمارية.

4-نظرية وتصميم الإضاءة المعمارية.

5-إدارة المنشآت.

لماذا عليك اختيار دراسة الهندسة المعمارية

إن لدراسة هذا التخصص ميزات وفوائد عديدة تدفع الطالب لاختياره وهي:

1-المؤهل الدراسي في مجال الهندسة المعمارية يمنح الطالب أساساً جيداً ليبدأ حياته المهنية.

2-المكانة الجيدة: فالجميع يعرف مدى الجهد الذي يبذله الطالب في دراسة هذا التخصص لذا من الطبيعي أن يحصل الطالب الكثير من الاحترام من قبل الناس.

3-النجاح المهني نتيجة تحسين التفكير المنطقي للمهندس واعتماده على المهارات التحليلية وهذا يساعد على تحسين مهارات في اتخاذ القرارات وبالتالي جعله من الناجحين في عمله.

4-قدرة الطالب على التعامل مع المشاكل التي تواجهه بثقة ومرونة عالية بعد التخرج نتيجة المهارات المتعلقة بالثقة والتعامل مع المشاكل التي يكتسبها خلال دراسته الجامعية.

5-الدخل المادي المرتفع فمن المعروف أن التخصصات الهندسية هي من أعلى الوظائف دخلاً على الإطلاق.

6-امتلاك الطالب وسائل الاقناع الشفهية والكتابية والمرئية للدفاع عن المشروع.

إيجابيات وسلبيات دراسة تخصص هندسة العمارة

الإيجابيات:

  • القدرة على كسب رواتب عالية جدًا
  • امكانية امتلاك المشاريع الخاصة وتشغيلها
  • اكتساب الخبرة بسرعة

بعض المهارات التي يكتسبها خريج هندسة العمارة:

   يكتسِب الطلبة بعد التخرّج ما يلي من الصفات والمهارات:

  • اكتساب الحس الفني، و الجمالي، والإبداعي
  • يتخرج الطلبة وهم على ثقافة كبيرة فيما يخص الحضارات، وتاريخ العمارة
  • اكتساب مهارات فيزيائية، وهندسية يمكنهم الاستفادة منها في حياتهم العملية، والعلمية
  • اكتساب مهارات التفكير النقدي، والتفكير البنّاء عن طريق الحكم على المشاريع، والتصاميم 
  • اكتساب مهارة العمل الجماعي، وبروح الفريق الواحد لأن أساتذة الجامعات غالبًا ما يقومون بتقسيم الطلبة إلى مجموعات وتسليم كل مجموعة مشروع وهذا من شأنه أن يُنمِّي روج الفريق لدى الطلبة

السلبيات:

  • الانتباه والتركيز على أدق التفاصيل
  • العمل لساعات طويلة
  • العمل الميداني والذهاب إلى الورشات
  • أحيانًا، يصعُب إقناع الزبون بالقيم والجوانب الجمالية وذلك بسبب تعدُّد الأذواق

عدد سنوات دراسة تخصص هندسة العمارة

على عكس بقية التخصصات، يستغرق تخصص هندسة العمارة من 5 إلى 6 سنين بدلًا من 4 سنين. وهناك في فصل التخرج مساق يُطلق عليه “التدريب الميداني”.

التدريب الميداني:

تتميَّز هندسة العمارة بمساق التدريب الميداني الذي يربُط المعرفة النظرية للطلبة بالمعرفة التطبيقية لهم، ويُكسِب الطلبة معرفة وتجربة مُسبقة عن الحياة العملية بعد التخرّج. كما يُمكن التسجيل في بعض الدورات التدريبية وورش العمل التي من شأنها أن تؤهلك للانخراط في سوق العمل قبل الإقبال عليه:

هناك بعض الدورات التدريبية التي يُحبَّذ على الطلبة أخذها من أجل أن ينخرطوا في سوق العمل بسلاسة وسهولة. يمكن أخذ هذه الدورات خلال فترة الدراسة أي قبل التخرج أو حتى بعده. ومن هذه الدورات ما يلي:

  • أوتوكاد – Auto Cad: هو برنامج للرسم الهندسي
  • 3D Max: هو برنامج للرسم ثلاثي الأبعاد
  • فوتوشوب – Photoshop: هو برنامج محترف بتعديل الصور
  • بالإضافة إلى أنه يجب الإلمام بالفيزياء، والرياضيات، والرسم الحر

مجالات عمل تخصص هندسة العمارة

لا ينحصِر عمل المهندس المعماري في الورش فقط. بل يستطيع العمل في مؤسسات العمارة، سواءً كانت خاصة أم حكومة. أيضًا، يستطيع المهندس المعماري بدء مشروعه الخاص. ومن المجالات التي تشملها هندسة العمارة في سوق العمل ما يلي:

1-مصمم ومهندس مواقع.

2-مصمم رسومات تنفيذية.

3-موثق معماري.

4-مصمم معماري.

5-تصميم وتنسيق المدن والمجمعات.

6-مصمم منظور ثلاثي الأبعاد.

7-مصمم صناعي.

8-مراقبة بنائية.

9-إدارة فنية معمارية.

10-باحث معماري.

11-منسق ومخطط مشاريع.

وأيضاً هناك فرصة في التطوير المعماري على المستوى التجاري أو الصناعي أو العمل في مؤسسة هندسية معمارية أو الحفاظ على البنايات التاريخية أو ترميم المساكن.

ومن المهام التي تقتصر على مهندسي العمارة:

  • زيارة موقع المشاريع
  • الإشراف على العمَّال المسؤولين عن رسم المخططات وإعداد الوثائق
  • الالتقاء بالعملاء أو الزبائن من أجل تحديد المتطلبَّات اللازمة للبدء بعملية البناء
  • إعداد عقود البدء بالمشاريع وابرامها
  • تقدير المدة التي سوف يستغرقها المشروع
  • تقدير قيمة المعدَّات والمواد التي يحتاجها المشروع
  • التسويق للعمل عن طريق عرض المباني التي قام بها المهندسين

مجالات الدراسات العليا في الهندسة المعمارية

تشمل الدراسات العليا في هذا التخصص على المواضيع المتقدمة المتعلقة بالهندسة المدنية والمعمارية على حد سواء، وتشمل الدورات الأساسية عادة تصميم المباني والتحليل البيئي والاقتصاد والتحليل الإحصائي ولها عدة فوائد منها:

1-يمكن للطالب تحديد مجال التخصص اعتماداً على أهدافهم المهنية على المدى الطويل، وتقدم التخصصات المتعلقة بالمواد والمنشآت وإدارة البناء.

2-يلتحق بالدراسات العليا المهندسون المعماريون الذين يرغبون بالتفوق في حياتهم المهنية والحصول على التدريب المتقدم في كل من النظرية والتطبيق.

3-توفر فرصة كبيرة للعمل لدى الشركات الكبيرة في مجال تشييد المباني ومحطات الطاقة ومحطات معالجة المياه وغيرها من الهياكل التجارية والبلدية.

4-وأيضاً الحصول على الدراسات العليا ستمنح المهندس المعماري فرصاً وظيفية على المستوى الدولي.

5-سيتوفر للخريجين نتيجة دراستهم الخبرة لبدء التصميم والبناء لشركات خاصة بهم إضافةً لإدارة المشاريع.

إن مدة الدراسات العليا في هذا التخصص تتراوح من عامين إلى ثلاثة أعوام.

من يناسبه دراسة هذا التخصص؟

  • صاحب الخيال والإبداع:

التصاميم المعمارية الجديدة تحتاج دائماً إلى أفكار مبتكرة غير مألوفة، تناسب الحضارة والواقع الموجودة فيها، فتحتاج إلى شخص قادر على تصوّر الهياكل وخلق المباني بأشكال جديدة في مخيّلته.

  • من له حس بالفن والذوق الرفيع:

أيضاً يحتاج هذا التصور إلى فن وذوق يعطيه الروح، ليمثل حضارة أو ثقافة معينة، ويأتي هذا الذوق من الاطّلاع والقراءة المستمرة عن الشعوب والتاريخ.

  • ميول إلى الرياضيات والعلوم:

لابد أثناء دراسة هذا التخصص من معرفة علمية وافية بالرياضيات والفيزياء التي يحتاجها، ولها دور مهم في إنجاح المشاريع المعمارية، بدايةً من التصميم وحتى إتمام البناء.


وبعد التعرف على هذه المعلومات عن تخصص الهندسة المعمارية فإننا ننصح بالالتحاق به لمن يملك عقلية إبداعية وناحية فنية ويمكنه التعامل مع الدراسات المتعمقة في الرياضيات والهندسة فالمهنة مهنة إبداعية تتطلب مزيجاً من التفكير الإبداعي والمهارات العملية.



اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

يُرجى السماح بعرض الإعلانات على موقعنا الإلكتروني.

يبدو أنك تستخدم أداة لحظر الإعلانات. نحن نعتمد على الإعلانات كمصدر تمويل لموقعنا الإلكتروني.